من طرف تلميذ المجدد الأحد مارس 09, 2008 10:29 am
ما هي صحة حديث: من سب صحابتي فعليه لعنة الله؟ |
|
( القسم : شبهات ) |
|
السؤال : عندما نذهب للوزارات او المخافر او اى مكان حكوميه ترى ملصقات على الابواب والجدرانوعلى السيارات مكتوب عليها حديث لرسول الله من سب صحابتى فعليه لعنته الله والملائكه اجمعين مامدى صحه هذا الحديث علما بان هذا الحديث ما سمعنها الا اخر السنوات هل تم تصميمه من قبل الوهابيه خالد على |
|
|
|
الجواب : باسمه جلت آلاؤه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأرهم مع إمامنا المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله تعالى فرجه الشريف. هذا الحديث المكذوب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) رواه الطبراني وأبو نعيم، والمخالفون يصحّحونه بنظائره التي وردت في صحاحهم وإلا فهو بنفسه ضعيف، ومن تلك النظائر ما رواه مسلم عن أبي هريرة: ”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحُد ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه“! (صحيح مسلم ج7 ص188). ولو أن المخالفين يملكون شيئا من العقل لما آمنوا بهذا الحديث المتهافت، إذ لا يمكن تصوُّر أن يحرِّم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أمرا قد صنعه هو بنفسه! فإنه قد سبّ - على ما يروونه هم - رجليْن من أصحابه تحاشت عائشة - وهي راوية الحديث - التصريح باسميهما ثم اختلقت قصة ندم رسول الله (صلى الله عليه وآله) على سبّهما! وذلك ما رواه مسلم عن عائشة قالت: ”دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان، فكلّماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه، فلعنهما وسبّهما! فلما خرجا قلت: يا رسول الله، من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان! قال: وما ذاك؟ قالت: قلت: لعنتهما وسببتهما! قال: أوَما علمتِ ما شارطت عليه ربي؟ قلت: اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا“! (صحيح مسلم ج8 ص24). ولاحظ أن عائشة اعتبرت أن هذين قد أصابا من الخير أكثر من غيرهما على الإطلاق وقد حجبت اسميهما، وما ذاك إلا لأنهما مبجَّلان عندها دون شك، وهو ما يقوّي كونهما أباها وصاحبه عليهما لعائن الله. ثم إن عائشة كعادتها قلبت الأمر بأن صغَّرت من قدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصوّرته على أنه سبّاب لعّان بلا سبب ولا داعٍ! ثم جعلت سبّه ولعنه ينقلب إلى زكاة وأجر! وبذا يصبح جميع الأوغاد والمنافقين الذين سبّهم رسول الله ولعنهم أناسا صالحين ينبغي احترامهم ولهم مقام عظيم في الجنة ومناقب جليلة! وبهذا يجعل القوم دعاء النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) على معاوية بن أبي سفيان (لعنهما الله) بأن لا يشبع الله بطنه؛ يجعلونه منقبة له! فسبحان الذي رزق البشر عقولا يتفكرون بها! ثم عودةً إلى الحديث المكذوب.. إنّا لو سلّمنا بإطلاقه واستغراقه بحيث يشمل كل من يعتبره القوم ”صحابيا“ لكان حراما على الناس حتى سبّ بعض المرتدّين! كالصحابي ربيعة بن أمية الذي ارتدّ في عهد عمر بن الخطاب ولحق بالروم وتنصّر! (راجع ترجمته في الإصابة لابن حجر العسقلاني ج2 ص432). وكالصحابي الرجَّال بن عنفوة الذي كان ذا علم وعبادة ثم شهد لمسيلمة الكذاب بأن النبي قد أشركه في النبوة! قال محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية عن مسيلمة وأصحابه: ”شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، لكن صدقوا لمسيلمة أن النبي أشركه في النبوة، وذلك أنه أقام شهودا شهدوا معه بذلك، وفيهم رجل من الصحابة معروف بالعلم والعبادة يُقال له الرجَّال! فصدّقوه لما عرفوا فيه من العلم والعبادة“! (الدرر السنية ج9 ص387). فإن قالوا: هؤلاء قد ثبت عندنا ارتدادهم فيكونون خارجين عن الصحبة معنى واصطلاحا فلا يحرم سبّهم. قلنا: والآخرون كأبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية قد ثبت عندنا ارتدادهم فيكونون أيضا خارجين عن الصحبة معنى واصطلاحا فلا يحرم سبّهم، فيبقى الكلام في الموارد والمصاديق وبذا لا يمكن أخذ حديث النهي عن سبّ ما يسمى بالصحابة على إطلاقه واستغراقه بحيث يشمل حتى المنافقين والفاسقين والمنقلبين على أعقابهم بعد استشهاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما يكون معناه - إن سلّمنا بصدوره تنزلا - حرمة سب ”الصحابي“ المؤمن التقي الوفي الباقي على عهده لخاتم المرسلين صلوات الله عليه وآله الطيبين الطاهرين، كالمقداد وسلمان وأبي ذر وعمار وحذيفة وجابر وخالد بن سعيد ومن سار على نهجهم رضوان الله تعالى عليهم. على أننا لسنا حين نصف أبا بكر مثلا بأنه مجرم خائن غادر منافق.. لسنا نسبّه وإنما نصف حاله ببيان أدلة ذلك وبراهينه علميا، وشتّان ما بين الأمريْن غير أن المخالف بغبائه لا يفرّق بين السبّ واللعن والوصف والانتقاد. رزقنا الله وإياكم اتباع الثقلين وشفاعتهما في الداريْن. والسلام. ليلة الرابع والعشرين من صفر الأحزان لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة. |
|